إطلاق سراح ضباط سابقين في سوريا مع حديث عن تدخلات من الخارج

أكد وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، أن إطلاق سراح مجموعة من ضباط النظام السابق يأتي في سياق ما وصفه بـ”مرحلة انتقالية صعبة” تمر بها البلاد، محذرًا في الوقت ذاته من محاولات أطراف خارجية استغلال الأوضاع الداخلية لإثارة الفوضى.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “سانا” عن تلفزيون سوريا، قال المصطفى إن “هناك جهات تحاول توظيف الانقسامات الجغرافية والاجتماعية التي خلّفتها الأزمة السورية لزعزعة الاستقرار”، مشيرًا إلى وجود “سرديات مظلومية تُستخدم لتحقيق أجندات سياسية لا تخدم مصلحة الوطن”.
وأوضح الوزير أن الضباط المُفرج عنهم هم أفراد كانوا قد سلموا أنفسهم بعد سقوط النظام مباشرة، مضيفًا أن قرار الإفراج لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد أشهر من التحقيقات واستعراض ملفاتهم الأمنية والاجتماعية، إلى جانب أخذ مطالب الأهالي بعين الاعتبار عبر لجنة السلم الأهلي.
وشدد المصطفى على أن التحديات التي تواجه سوريا “لا تقتصر على الجانب الاقتصادي أو ملف إعادة الإعمار، بل تمتد إلى ما هو أعمق، مثل الحفاظ على النسيج الوطني والوحدة الداخلية”، داعيًا إلى “وعي جماعي” لمواجهة التدخلات الخارجية.
وأضاف: “اللجنة رأت أن إنهاء هذا الملف قد يمثل خطوة نحو المصالحة، رغم أن بعض المقاربات قد لا تحظى بشعبية وتحتاج إلى مراجعة”.
وتطرق المصطفى إلى اسم فادي صقر، واصفاً إياه بـ”الإشكالي”، وقال: “الدولة أرادت أن تكون شفافة مع الشعب، لكن هذا لا يعني أن كل القرارات ستلقى قبولا اجتماعيا”.
وكشف عن أن “إدارة العمليات العسكرية” كانت على تواصل مع ضباط سابقين أثناء عملية “ردع العدوان” لتجنب مواجهات دموية، مشيرا إلى أن “النظام السابق استثمر في الانقسامات الطائفية والمجتمعية لعقود كإستراتيجية إقصاء”.
وأكد الوزير أن رفع “غطاء الاستبداد” كشف عن مشاكل اجتماعية متراكمة، قائلا: “شهدنا لحظات وحدة سورية، لكننا واجهنا أيضا تقيحات اجتماعية نتيجة التحول المفاجئ”.
وختم بالقول إن “المرحلة تحتاج إلى خطوات حذرة”، معتبرا أن إطلاق سراح الضباط محاولة لتعزيز الاستقرار رغم تعقيدات المرحلة. (روسيا اليوم)