نحن قادرون على الوصول إلى أي مكان.. إسرائيل تقوم بأول هجوم بحري على الحوثيين

في تطور لافت على جبهة التصعيد مع الحوثيين، نفّذت إسرائيل أول ضربة بحرية لها ضد ميناء الحديدة اليمني، ردًا على سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي انطلقت من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخين أُطلقا من سفن حربية من طراز “ساعر 6” تمركزت على بُعد مئات الكيلومترات، في استهداف مباشر لما وصفه باستخدام الحوثيين للميناء لأغراض عسكرية.
وفي بيان رسمي، شدد الجيش الإسرائيلي على أن الهجوم يهدف إلى منع تحويل الميناء إلى مركز لنقل الأسلحة، متهمًا الحوثيين بـ”استغلال البنية التحتية المدنية لتعزيز نشاطاتهم الإرهابية”.
التحذيرات الإسرائيلية لم تتوقف عند الغارة، إذ أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن “الذراع الطويلة لإسرائيل ستصل برًا وبحرًا وجوًا إلى كل مكان”، ملوحًا بفرض “حصار بحري وجوي شامل” على الحوثيين في حال استمروا في استهداف إسرائيل. كما سبق الغارة تحذير علني من الجيش الإسرائيلي، طالب فيه المدنيين بالابتعاد عن موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف.
من جانبهم، قلّل الحوثيون من أهمية الضربة. وقال نصر الدين عامر، نائب رئيس هيئة الإعلام الحوثية، إن استخدام إسرائيل لأسلحتها البحرية جاء خوفًا من الدفاعات الجوية اليمنية، مضيفًا أن الهجوم لم يؤثر حتى على “معنويات الشعب”، الذي يستمر في الخروج بمسيرات أسبوعية دعمًا لغزة.
في سياق الردود، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا جديدًا على إسرائيل في اليوم التالي للغارة، لكن الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراضه. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت قبلها بسقوط صاروخ حوثي داخل الأراضي السعودية.
وفي تحليلات أعقبت الضربة، اعتبر خبراء من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) أن استهداف الحديدة “ضروري للغاية”، في ظل ما وصفوه بتقصير الإدارة الأمريكية السابقة في التعامل مع التهديد الحوثي، ما ترك إسرائيل تواجه هذا “الوكيل الإيراني” منفردة.
ويشير المحللون إلى أن قصف الحديدة ليس فقط محاولة لقطع الإمدادات العسكرية عن الحوثيين، بل يحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية تهدف إلى الضغط على الجماعة وإعادة رسم خطوط الردع في البحر الأحمر.