إسرائيل تشن هجومًا عسكريًا على مواقع إيرانية.. ومقتل قائد الحرس الثوري.

شهدت العاصمة الإيرانية طهران فجر اليوم الجمعة سلسلة من الانفجارات العنيفة، في تطوّر عسكري هو الأخطر منذ سنوات في المنطقة، بعدما أعلنت إسرائيل رسمياً بدء عملية عسكرية جوية واسعة النطاق استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، في ما وصفته بـ”ضربة دفاعية غير مسبوقة” ضد البرنامج النووي الإيراني.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” بأن دويّ الانفجارات سُمع في شرق، غرب، ووسط طهران قرابة الساعة 3:20 فجراً بالتوقيت المحلي، مع تقارير أولية تفيد بأنّ عدة مواقع، من بينها منشأة نطنز النووية، قد تعرّضت للقصف الجوي.
وفي أول تعليق رسمي، أكّد الجيش الإيراني وقوع الانفجارات، فيما أعلنت هيئة الطيران المدني الإيرانية إخلاء المجال الجوي للطائرات المدنية، وتوجّه الرحلات إلى الدول المجاورة. وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة النقل العراقية إغلاق المجال الجوي في جميع المحافظات، تزامناً مع ارتفاع حدّة التوتر.
من جهتها، أعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أنها نفذت المرحلة الأولى من العملية، عبر عشرات الطائرات التي قصفت “عشرات الأهداف العسكرية” مشيرة إلى أنّ الضربات شملت منشآت نووية ومواقع تابعة للبنية التحتية النووية الإيرانية. واعتبر الجيش الإسرائيلي أن “وجود أسلحة دمار شامل في يد النظام الإيراني يُشكّل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل والعالم بأسره”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرّح بأن العملية تحمل اسم “شعب كالأسد”، وقال إن طيارين إسرائيليين يضربون أهدافا عديدة في إيران، مؤكدا أن “هذه العملية ستستمر لأيام”.
وأضاف نتنياهو: “نمر بمرحلة حاسمة في تاريخ إسرائيل. قبل لحظات أطلقنا عملية عسكرية تستهدف دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل”.
وأكد: “استهدفنا علماء نوويين إيرانيين بارزين يعملون على تصنيع قنبلة إيرانية، كما ضربنا قلب برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.. معركتنا ليست مع الشعب الإيراني بل معركتنا مع الدكتاتورية الإيرانية”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: “استهدفنا منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز”.
وأكد نتنياهو: “ضربنا قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني وبرنامج التسلح النووي”.
وأضاف: “هذه العملية ستلحق الضرر بالبنية التحتية النووية الإيرانية وقدراتها العسكرية ومصانع الصواريخ الباليستية”.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران تستعد لغزو إسرائيل بريا ولهجوم من جميع الاتجاهات وأن المواجهة مع إيران وصلت إلى إلى نقطة اللاعودة.
وأكد الجيش الإسرائيلي بعد ضربة عسكرية ضدّ أهداف إيرانية، أنّ إيران “تخطط لتدمير دولة إسرائيل عبر وكلائها، وتشمل هذه الخطة هجوما بريا وإطلاق نار من اتجاهات متعددة. إيران تمر بأزمة استراتيجية حادة، وقد بلغنا نقطة اللاعودة”.
وأضاف البيان: “هذه اللحظة هي الأنسب للتحرك. بدأت العملية الليلة، وستتطور وفقًا للحاجة. نحن في واقع مغاير تماما، ويجب علينا تحمّل مسؤولية تتناسب مع حجمه. نملك القدرة على إصدار إنذار مبكر قبل نحو عشر دقائق من إطلاق أي صواريخ من إيران”.
ما هي المواقع المستهدفة؟
في السياق، أعلن مسؤول عسكري إسرائيلي، الجمعة، أن إسرائيل هاجمت أهدافا نووية وعسكرية وقادة في إيران، مشيرا إلى أن الضربات “قد تستمر وقتا طويلا”.
وأكد المسؤل لـ”رويترز”، أن إسرائيل قصفت “عشرات” المواقع في أنحاء إيران، في عملية أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”.
وقال إن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، زاعما أن “إيران تمتلك ما يكفي من المواد النووية لصنع 15 قنبلة نووية خلال أيام”.
وأضاف المسؤول أن “النظام الإيراني يطور برنامجا سريا لبناء سلاح نووي”.
بالتوازي، قال مصدر مقرب من السفارة الإيرانية في بغداد، إن المواقع المستهدفة هي محيط مطار طهران، وحي شهيد محلاتي، وشوارع باسداران ونياوران ولويزان ونو بنياد، ومنطقه بارشين.
وتعد هذه المناطق من الأحياء الراقيه في طهران ومعظمها إلى الشمال من العاصمة، وتقع بها الدوائر المهمة.
وأفادت وكالة “رويترز” للأنباء نقلا عن مصادر اليوم الجمعة، أن رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، قد قُتل على الأرجح في الموجة الأولى من الغارات الإسرائيلية، إلى جانب علماء نووين في الهجوم الإسرائيلي، في حين أكّد الغعلام الرسمي الإيراني مقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي بالغارات الإسرائيلية على طهران.
وفي واشنطن، دعا الرئيس دونالد ترامب إلى اجتماع طارئ في البيت الأبيض لمتابعة التطورات. وأصدر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بياناً أعلن فيه أن “إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقاً بالعملي”، مؤكداً في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ليست شريكة في الهجوم، وأن الأولوية القصوى للإدارة الأميركية هي “حماية القوات الأميركية في المنطقة”. وأضاف: “يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأميركيين”.
كما أغلقت إسرائيل مجالها الجوي أمام الرحلات الآتية من الخارج تحسّباً لأي تطورات عسكرية مضادة، وسط تأكيد من مسؤول إسرائيلي بأن العملية “لا تقتصر على أهداف نووية فقط، بل تشمل مواقع عسكرية حيوية”، مشدداً على أن الضربة لن تكون ليوم واحد فقط.
ويُعدّ هذا التصعيد نقلة نوعية خطيرة في مسار المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية، ويهدد بإشعال المنطقة في ظل غموض الرد الإيراني المرتقب