ماكرون: مليونان من الناس محاصرون.. وغزة ليست مجرد مشروع عقاري.

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم Tuesday، أن قطاع غزة يضم مليوني شخص “محاصر” ولا يمكن التعامل معه كـ “مشروع عقاري”، مشدداً على ضرورة فتح المعابر واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية. كما أدان بشدة استهداف الطواقم الإنسانية والإغاثية في غزة، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن إسرائيل حولت غزة إلى ساحة قتل، وعبّر عن رفضه لخطة إسرائيلية جديدة تهدف للتحكم في مساعدات غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل عمال الإغاثة والموظفين الأمميين. من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه لا يمكن للمنظمة الإرهابية حماس الاستمرار في غزة، في حين استدعى وزير الخارجية الهولندي السفير الإسرائيلي على خلفية الأوضاع هناك.
هولندا تستدعي السفير الإسرائيلي على خلفية الوضع في غزة
قال ماكرون، أثناء زيارة لمصر حيث أعلن دعمه للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مقابل مقترح الرئيس دونالد ترامب بشأن استثمارات أمريكية في القطاع: “عندما نتحدث عن غزة، نحن نتحدث عن مليوني شخص محاصر.. بعد شهور من القصف والحرب”. وأضاف: “لا يمكننا محو التاريخ والجغرافيا. إذا كان الأمر مجرد مشروع عقاري أو استحواذ على أراضٍ.. لما كانت الحرب اندلعت من الأساس”. واعتبر ماكرون أن استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر هو “أولوية الأولويات”. وقال ماكرون في تصريحات من مدينة العريش المصرية القريبة من غزة إن الوضع اليوم في غزة لا يمكن التساهل معه “وهو لم يكن أبداً بهذا السوء”، وأكمل قائلاً: “نطالب أولاً باستئناف دخول المساعدات في أسرع وقت ممكن”.
من جهته، أفاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر تبذل جهوداً متواصلة ومساعي دبلوماسية مكثفة من أجل الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن السيسي وماكرون قاما بزيارة مدينة العريش التي تبعد 50 كيلومتراً عن معبر رفح الحدودي مع غزة، وأكد الرئيسان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية الإسراع في نفاذ المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين وفرق الإغاثة.
وكان السيسي قد استقبل ماكرون في مدينة العريش، القريبة من معبر رفح، للدعوة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة من قبل إسرائيل. وشملت جولة ماكرون زيارة مستشفى العريش العام الذي يستقبل المصابين الوافدين من غزة، بالإضافة إلى المركز اللوجيستي للمساعدات الإنسانية في العريش، ولقاء فرق إغاثة من منظمات غير حكومية فرنسية ودولية.
على صعيد آخر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن قطاع غزة أصبح “ساحة قتل”، ناقداً إسرائيل لمنعها دخول المساعدات بدلاً من الالتزام بتلبية احتياجات السكان. قال للصحفيين: “مر أكثر من شهر كامل من دون وصول أي مساعدات إلى غزة. لا طعام، لا وقود، لا أدوية، ولا سلع تجارية. ومع نضوب المساعدات، فتحت أبواب الرعب مجدداً”. ورفض غوتيريش اقتراحاً إسرائيلياً جديداً للتحكم في إيصال المساعدات إلى غزة، محذراً من أن ذلك سيؤدي إلى “مزيد من السيطرة على المساعدات وتقييدها بشكل كبير”. وأضاف: “لأكون واضحاً.. لن نشارك في أي ترتيب لا يحترم المبادئ الإنسانية احتراماً كاملاً.. الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد”.
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه يجب الإفراج عن الرهائن ولا يمكن لحماس الاستمرار في أداء أي دور أو الوجود في غزة. وأكدت أن إسرائيل تدافع عن نفسها وتواصل الضغط للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن، مشيرة إلى أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم في غزة حتى يتوقف القتال وتطلق سراح الرهائن.
من ناحيته، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، أن هناك “محادثات إيجابية مع دول أخرى ترغب في استقبال سكان قطاع غزة”، لكنه رفض الإفصاح عن أسماء تلك الدول. عقب اجتماع مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، أشاد نتنياهو مجدداً بخطة ترامب لإجلاء سكان غزة أثناء إعادة إعمار القطاع، قائلاً: “سكان غزة محتجزون ولا يسمح لهم بالمغادرة، رغم أنها منطقة نزاع، ولسنا نحن من يحتجزهم”. وقارن الوضع بصراعات أخرى مثل أوكرانيا وسوريا، مؤكداً أن الناس هناك تم السماح لهم بالفرار من القتال. وكان ترامب قد صرح بأن “التحكم في قطاع غزة من قبل الولايات المتحدة سيكون أمراً جيداً”، وأعرب عن استغرابه “لماذا تنازلت إسرائيل عن غزة أصلاً”، واصفاً إياها بأنها “موقع استراتيجي رائع، لكنه غير صالح للسكن”.
إلى ذلك، أفادت وكالة “رويترز” أن “وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب استدعى السفير الإسرائيلي بخصوص الوضع في غزة”. وكانت الحكومة الهولندية قد أعلنت عن تشديد القيود على تصدير جميع المنتجات العسكرية والسلع ذات الاستخدام المزدوج إلى إسرائيل.
(وكالات)