“البرنابيو” في انتظار الأبطال

(مقال توماس رونسيرو ـ as) في يوم صعب على قلب كل مشجع مدريدي، قدم الفريق عرضًا بائسًا في ملعب الإمارات، مظهرًا بعيدًا عن عظمة الفريق الذي يحمل 15 لقبًا تاريخيًا.كانت تلك ليلة صادمة، حيث خرج ريال مدريد بلا فخر، خاضعًا لأهداف رايس وميرينو التي جعلته يتخبط دون قدرة على الرد أو إظهار الروح التي تشتهر بها فرق القرن، وفي لندن، حيث كتب الفريق فصولًا من المجد في الموسم الماضي، ظهر ريال مدريد بشكل ضعيف، وسقط في الشوط الثاني الذي لا يليق بتاريخ النادي.ليس من المقبول أن يسدد الفريق مرة واحدة فقط نحو المرمى، وأن يُسجل هدفين من ركلتي حرة من لاعب لم يعرف ذلك الحظ طوال مسيرته.ما كان يفترض أن يكون أداءً فنيًا مدهشًا تحول إلى كارثة تكتيكية.لا يُعقل أن يمتلك مدريد مثلثًا هجوميًا من الطراز العالمي مع بيلينغهام، فينيسيوس، ومبابي، ومع ذلك يظهر الفريق بهذه الصورة الباهتة.كانوا بعيدين عن مستواهم، لا يهددون مرمى رايا الذي لم يتعرض لأي ضغط يذكر طوال اللقاء، كان الأداء أشبه بحالة غيبوبة كروية، وقد خيمت عليهم سحابة من اليأس، وكأنهم غير مستعدين للمباراة التي يفترض أن تكون ليلة لرفع الأعلام.في وسط هذا، كان كورتوا هو نقطة الضوء الوحيدة، حيث أنقذ الفريق من هزيمة أكثر إيلامًا بتصدياته الرائعة، ولكن حتى عظمته لم تكفِ لإيقاف هجوم أرسنال، وفي وقت كان يتعين على الفريق كله أن يكون في ذروة عطائه، وجدنا الحارس البلجيكي يقف بمفرده، وكان هذا مؤشرًا آخر على الانهيار الجماعي.أما في هذه اللحظات القاتمة، يتبادر إلى ذهننا كل تلك الليالي المجيدة في برنابيو، حيث كان الفريق يتحدى المستحيل أمام جماهيره المتعطشة للنصر، لقد شهدنا ملاحم تاريخية على أرض هذا الملعب، وكنا نرى أبطالًا ينهضون من تحت الأنقاض لإحداث المعجزات. البرنابيو لا ينسى، والجماهير لا تكل من تقديم الدعم.لكن الآن، أصبحت النجوم بحاجة إلى إعادة تقييم، كفى من الاعتماد على السمعة والشهرة.إذا كانوا يبدون عظماء، فإن ذلك يعود لارتدائهم قميص مدريد، الفريق الذي منحهم المجد.يجب عليهم أن يتنبهوا إلى أهمية العودة إلى المعركة في المباراة المقبلة، وأن يدركوا أنهم مطالبون بالقتال حتى النهاية، لا وقت للأعذار أو الراحة، برنابيو يحتاج إلى أبطال حقيقيين، ولنتذكر دائمًا أن حلمنا لا يعرف المستحيل.